فصل في كُتَّابه ورسله

مختصر سيرة خير البشر صلى الله عليه وسلم

فصل في كُتَّابه ورسله

كتب له صلى الله عليه وسلم:
أبو بَكْرٍ الصِّدِّيق، وعُمَر بنُ الخَطَّاب، وعُثمانُ بن عَفَّان، وعليُّ بنُ أبي طالبٍ، وعامرُ بن فُهَيرة، وعبد الله بنُ الأَرْقم الزُّهريُّ، وأُبيُّ بنُ كعبٍ، وثابتُ بن قَيْس بنِ شَمَّاس، وخالدُ بنُ سعيد بنِ العاص، وحَنْظلةُ بن الربيع الأسَديُّ، وزَيْد بن ثابتٍ، ومعاويةُ بن أبي سُفْيانَ، وشُرَحبيلُ بنُ حَسَنة.
وكان معاويةُ بن أبي سفيان، وزيدُ بن ثابتٍ ألزَمَهم لذلكَ وأخصَّهم به.
وبعثَ رسول الله صلى الله عليه وسلم:
عَمْرو بنَ أُميَّة الضَّمري رسولا إلى النَّجاشيِّ، واسمُهُ: أصحمة-ومعناه: عَطِيَّة-فأخذ كتابَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووَضَعه على عينيه، ونَزلَ عن سريرِه، فجَلَس على الأرض، وأسْلَم، وحَسُنَ إسلامُهُ، إلا أنَّ إسلامَهُ كانَ عندَ حضورِ جَعفر بن أبي طالبٍ وأصحابِهِ.
وصَحَّ أنَّ النبيَّ صلَّى عليه يومَ مات، ورُوِيَ أنه كان لا يزالُ يُرَى النورُ على قبرهِ.
وبَعَثَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم دِحْيةَ بن خليفةَ الكلبيَّ إلى قيصرَ مَلِكِ الروم، واسمُهُ هِرَقل.
فسألَ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وثَبتَ عندَهُ صِحَّةُ نبوَّته، فهمَّ بالإسلامِ، فلم تُوَافقه الروم، وخَافَهم على مُلْكه فأمْسَك.
وبَعَثَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عبدَ الله بنَ حُذاقَةَ السَّهميَّ إلى كِسْرَى مَلِكِ فارس، فمزَّق كتابَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم :" مَزَّقَ الله مُلْكَه "، فَمَزَّقَ الله مُلْكَهُ ومُلْكَ قَومِهِ.
وبَعَثَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حاطِبَ بنَ أبي بَلْتَعَةَ اللَّخْميَ إلى الـمُقَوْقِس مَلِكِ الإسكندرية ومصر، فقالَ خيرًا، وقاربَ الأمر، ولم يُسْلِمْ، فأهْدَى إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم ماريَةَ القبطيَّة وأُخْتَها سيرين، فوهَبها لحسَّانَ بن ثابتٍ، فَولَدتْ له عبدَ الرَّحمنِ بنَ حَسَّانَ.
وبَعَثَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عَمْروَ بن العاص إلى مَلِكَي عُمَان جَيفَرَ وعبدٍ ابْنَيْ الجُلَنْدي، وهما من الأَزْدِ، والملك جَيْفَر، فأسْلَما وصَدَّقا، وخلَّيا بين عمرو وبينَ الصدقةِ والحُكْمِ فيما بينهُم، فلم يَزَلْ عندهُم حتى تُوفِّي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم.
وبَعَثَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سَلِيطَ بن عمروِ بنِ العامريِّ إلى اليَمَامةِ إلى هَوْذة بن عليٍّ الحنفيِّ، (نسبة إلى بني حنيفة) فأكرَمه وأنْزلَه، وكتَب إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم: ما أحْسَنَ ما تدعو إليه وأجملهُ، وأنا خطيبُ قومي وشاعِرُهُمْ، فاجعَلْ لي بعضَ الأمر، فأبى النبيُّ صلى الله عليه وسلم، ولم يُسْلِمْ، وماتَ زَمَن الفَتْحِ.
وبَعَثَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم شُجَاعَ بن وَهْبٍ الأسديَّ إلى الحَارِثِ بن أبي شِمر الغَسَّانيِّ ملكِ البَلْقاءِ من أرضِ الشَّام.
قال شجاع: فانتهيتُ إليه وهو بغُوطةِ دمشق، فقرَأ كتابَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ثم رمَى به، وقالَ: إني سائرٌ إليه، وعَزَمَ على ذلكَ، فمنَعه قيصر.
وبعَث رسولُ الله صلى الله عليه وسلم المهَاجرَ بنَ أبي أميَّة المخزوميَّ إلى الحارثِ الحميريِ أحدِ مقاولةِ اليَمَن، وبَعَثَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم العلاءَ بنَ الحضرميِّ إلى الـمُنْذرِ بن سَاوَى العَبديِّ مَلِكِ البحرين، وكَتَبَ له كتابًا يدعُوه إلى الإسلامِ، فأسْلمَ وصدَّقَ.
وبَعَثَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أبا مُوسَى الأشعريَّ، ومُعاذَ بن جبلٍ الأنصاريَّ رضي الله عنهما إلى جملة اليَمَن، داعِيَينِ إلى الإسلامِ، فأسلمَ عامَّةُ أهل اليَمَن وملوكُهم طَوْعًا من غير قتالٍ.